شــــــــ الحب ـــــــهيد الامير العاشق
عدد المشاركات : 420 العمر : 47 الموقع : https://prince77.ahlamontada.com العمل/الترفيه : سفير للاحزان المزاج : حسب الوقت والزمان تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| موضوع: كل عام، ومسيحيو العراق أهلي! الأحد أبريل 05, 2009 2:45 am | |
| هذه الموضوع كتبه احد العراقين في المهجر حبيت انقلة لكم
أكتب هذه المقالة تحية للمسيحيين العراقيين النجباء، الذين صنعوا، ومازالوا يصنعون مع أخوتهم المسلمين، والطوائف الأخرى، بشجاعة منقطعة النظير بهاء العراق الجديد، عراق الحضارة والديمقراطية، والتعايش النبيل، أن هذه المقالة، هي ليست أكثر من أختصار ودي صادق لمشاعري الوطنية والودية، تجاه شعبنا المسيحي الجميل، سواء من كان في الداخل الشجاع، او في الخارج المناضل، أنها أحتفاءً بهم، وبجمالهم، بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، دون أن أنسى فخري ومباهاتي بديني الأسلامي الحنيف، وبمذهبي الشيعي الحق، لأني كنت ولم أزل، أعتبر الأحتفاء بالآخر، هو أحتفاء بالعراق الكبير، عراقنا الحلو، الذي يضم كل هذا التنوع الكرنفالي الفريد!! ولدت في ناحية كميت، في محافظة العمارة الجنوبية، من أب وأم مسلمين شيعيين، وبقدر ما كان الوالد ملتزماً بقضايا الدين ألتزاماً صارماً،لأسباب كثيرة، لعل من بينها تلك النشأة العائلية الدينية الصارمة التي نشأ فيها، وتلك التربية الأسلامية التي تربى عليها، أذ يقال أن والدي كان أصغرالمصلِّين في عموم محافظة العمارة، فقد هداه الله الى أداء الصلاة وهو في التاسعة من عمره، ولم يزل - حفظه الله - مواظباً عليها بصرامة، رغم بلوغه التسعين،عكس الوالدة رحمها الله، فقد كانت أقل ألتزاماً من الوالد، وأقل تزمتاً في مجال الدين أيضاً،رغم أنها كانت تؤدي فريضة الصلاة بأنتظام،وتلتزم بأداء الواجبات الأسلامية بشكل جيد،وترتل القرآن ترتيلاً كل مساء، كما أنها حجَّت بيت الله الحرام مرات عديدة، لكنها في مقابل ذلك، كانت أكثرمرونة من الوالد، سواء في تعاطيها مع العامل الديني،أوفي تفسيرها لمكونات وأساسات الأسلام، أو في فهمها لشروط الحياة الجديدة، مما أنعكس ذلك على نشئتنا، تلك النشأة التي أشرفت الوالدة عليها بنفسها، بسبب الغياب المستمرللوالد،وبسبب قوة شخصيتها أيضاً،كما أن لقوة وهيبة عائلتها،المتأتية من أمكاناتها المادية، دوراً كبيراً في صلابة شخصية الوالدة، عكس الوالد الطيب، الذي كان رغم ورعه وتقواه الشديدين، ورغم وسامته، وجمال روحه، ورغم أخلاقه التي يتحدث بسموها الجميع، كان فقيراً معدماً، وأمياً لايقرأ ولايكتب، فضلاً عن فقروبساطة وتواضع عائلته أيضاً، لذلك فقد كان تأثيرالوالدة التقية، والمرنة في تقواها،على شخصيتي، وشخصية أفراد العائلة واضحاً وجلياً،حتى أنها نقشت ماتعلمته من مسيرحياتها، وما قرأته في الكتب من تجارب وخلاصات ودروس هامة، على صفحات عقولنا البيضاء نقشاً، وزرعته في أرواحنا زرعاً، ومن أهم تلك الدروس وأعظمها، أحترام دين، وعقيدة الآخر، وحب العراقي للعراقي مهما كان الأختلاف في الأديان والمذاهب، فقد كانت تقول لنا دائماً:- أن المسلم أخوالمسلم، مهما كانت جنسيته، بمعنى أن كان عراقياً أم غير عراقي، والمسلم أخوالمسيحي أيضاً،عندما يكون المسيحي عراقياً، وأخو الصابئي، واليهودي، واليزيدي حينما يكونوا عراقيين، لذلك كنت تجد بيتنا الكبيرفي ناحية كميت، مفتوحاً للجميع، حيث تجد بأستمرار(ست سميرة ) وهي أمرأة مسيحية كانت تعمل معلمة في مدرسة كميت الأبتدائية، وست سميرة، هي أجمل ما خلق الله شكلاً وخلقاً، فقد كانت واحدة من أهلنا وبيتنا، تأكل معنا في البيت، وتدرسنا الحساب،والأنكليزي( كنا في مدرسة كميت، ندرس الأنكليزي في الصف الثالث الأبتدائي، وليس في الصف الخامس، كما هومعتاد في مدارس العراق الأخرى) وأحياناً كانت تنام في بيتنا،عندما يكون الوالد مسافراً الى العمارة،او بغداد أو( للزيارة في النجف وكربلاء) كما كانت تشارك النسوة الجنوبيات، أداء الشعائرالحسينية، في شهرعاشوراء، كاللطم على الصدور، وأرتداء الثياب السود حداداً على أستشهاد الأمام الحسين، وحضور مجالس العزاء التي تقام في البيوت عصراً،كما تساهم مع النساء المسلمات بتوزيع النذر، والحجة ليلة العاشر من محرم، وأذكر أن أمي كانت تمازح ( ست سميرة ) عندما تراها تلطم بقوة على صدرها الأبيض البض، فيتحول بياض صدرها الى قطعة حمراء كالدم، قائلة لها ضاحكة: -(يمَّه سمورة،هذا سدرج مو مال لطم، هذا مال غير شي،أنطي اللطم لهاي السدورالخشب،الحسبالك سبورات، مو لسدرج الزبد)! فتضحك سميرة بخجل،ويضحك النسوة (بشكل خفي)! ونفس الشيء يحدث مع بنات (اليهودي عزرا أبوالبيض والدجاج) وكذلك مع بنت الصائغ(عمارة الصبي) أذ يدخلن بيتنا دون حرج، أوحساسية من أي شيء، وللحق فأن هذا الأمر يحدث كذلك في عشرات البيوت الكميتية الأخرى، ولكنه قد لايكون بنفس الطمأنينة والأمان، والراحة النفسية التي يوفرها بيتنا، لست سميرة، وبنات ( عزرا أبو البيض) أولسامية بنت (عمارة الصبي)!! ويقيناً أن السبب في كل ذلك يعود لوعي الوالدة، وحسها الأنساني والوطني المتقدم، رغم الظروف البيئية والتأريخية والحضارية الصعبة، ويعود أيضاً ( لأسلامها ) المرن، الذي لم تكن تفرِّق من خلاله، بين دين ودين، او بين قومية وقومية، أو بين مذهب ومذهب، لذلك فقد كان من الطبيعي، أن تنعكس هذه الصورة على حياتي وحياة أشقائي لاحقاً، وتتجذر هذه المزايا الأنسانية في وجداننا بوع وبلا وع أيضاً، فمضينا في طريق المحبة، والسلام، والتآخي، نحو مواقع الفكرالأنساني التقدمي بقناعة، ويقين، دون أن يلتفت، أو ينحرف، أي منا قط عن هذا الطريق،ربما قد يتلكأ مسيرأحدنا أحياناً، وقد تبعده الظروف الظالمة أحياناً أخرى (مثل أعدام شقيقي أبو سلام ) لكننا لن، ولم نبتعد سنتمتراً واحداً عن يقيننا المطلق، وعن ثوابتنا الأنسانية المقدسة، في التعايش الأنساني، والوطني بين كل المكونات الأنسانية، والأديان السماوية، كما أننا لم نتنكر( (لتعاليم الحجية ) في موضوعة المسلم العراقي، الذي هوأخوالمسيحي العراقي، وأيضاً هو أخو لكل العراقيين، مهما كانت أديانهم ومذاهبهم، ربما غيرنا ( نحن الأبناء ) من بعض مفردات هذا الشعار، فجعلنا أكثرأنسانية وأممية، وأكثرمستقبلية، بعد أن تحول الى: (المسلم أخوالمسيحي،أينما كانا في هذا الكوكب، ومهما كانا على هذا الكوكب)!! منطلقين من متغيرات الحياة الكثيرة، ومن ديالكتيكية هذه المتغيرات المتواصلة، بدءاً من حوارالحضارات، والأديان الذي تتطلع له الشعوب قاطبة،ومروراً بالعولمة الكونية،وفي أشتراك البشرية في موضوعات مصيرية كثيرة،لايسع المجال لذكرها الآن حتماً!! لذلك فليس غريباً،أن أبدأ حياتي العملية منذ فتوتي، بحميمية الأصدقاء المسيحيين ورعايتهم وأقصد تحديداً، حين تم تعييني قبل خمسة وثلاثين عاماً، لاعباً في فريق السكك الحديد(الذي أصبح أسمه الزوراء) فيما بعد، وقد كان مدربنا وقتها المرحوم جرجيس الياس (أبوغازي ) وجرجيس شخصية بغدادية شعبية طيبة، يحمل كل نقاء الناس البسطاء، وعفويتهم، فقد كان معنا جمبعاً، ومعي بشكل خاص كريماً لأبعد ما يكون، ومعلماً لايمكن نسيان دروسه الكروية والأخلاقية، ورحيماً بشكل لايصدق، كان لايأكل الاّ بعد أن نأكل، ولايتسلم راتبه،أو مخصصاته،الا بعد أن نتسلم رواتبنا جميعا، كان بأختصاررجلاً قديساً مع أبنائه اللاعبين!! وفي ذلك الفريق، كان نصف أصحابي من اللاعبين المسيحيين، مثل ثامريوسف، وعامر أسوفي، والبرت، وأيشو يلدا، وغيرهم من الأحبة الذين كنت أذهب الى بيوتهم في الدورة، وبغداد الجديدة، فنأكل ونشرب معاً، بل كنا نتبادل حتى الملابس فيما بيننا!! وحين أعتزلت الكرة وأنا في الخامسة والعشرين من عمري، ودخلت المعترك السياسي والأدبي، كان مسؤولي في الحزب الشيوعي العراقي آنذاك( رفيق مسيحي) وقد كان هذا الرفيق، نبيلاً، وشجاعاً باسلاً بشكل خرافي، أذ نزف حياته بيد الجلادين في الأمن العامة، من أجلي، وأجل رفاقي في الخلية، ولم يعترف على أي منَّا حتى النفس الأخير، وهكذا مضى المسيحي(أبو لينا) الى الموت، ليمنحنا نحن رفاقه (المسلمين) الحياة،بعد أن صك أسنانه على أسمائنا صكاً،ولم يعط أسماً واحداً الى مخالب القتلة الفاشست!! وكُتبَ لي أن ألتقي بجمال المسيحيين، ونبلهم مرة أخرى، فقد جئت الى أمريكا مع عائلتي من الأردن لاجئاً، قبل ست سنوات تقريباً، وأنا لا أملك غيرخمسين دولاراً، وبعض الملابس العتيقة، ولما وصلت ديترويت، وجدت نفسي فيها غريباً حزيناً موجوعاً، وتائهاً ( مثل الأطرش بالزفة)!! فلا لغة أتحث بها مع الناس، ولا مال يعينني على شراء اللوازم الضرورية، لا أهل لي، لا أصحاب في هذه الغربة المذلة، ساعتها لعنت اليوم الذي فكرت به في مغادرة العراق، رغم أن حياتي فيه كانت في خطر شديد، وأذكرأني جلست في اليوم الثاني لوصولي، على أحدى درجات السلَّم، في الشقة التي أستأجرتها لي أحدى المنظمات الكنسية المسيحية في منطقة الأوك بارك، ومثل بكاء الشموع، بكيت لوحدي بكاءً صامتاً، وكما يقول الشاعر الشهيد أبوسرحان في قصيدة (أبنادم):- ( بجي الشموع الروح يبنادم، بس دمع مامش صوت)!! فجأة، سمعت رنين االجرس، وحين فتحت الباب، كان هناك الأخوة عامر جميل، ونبيل رومايا، وأبوجمال، وعلى الرغم من أن الأخوة الثلاثة من الأتحاد الديمقراطي العراقي، لكن الصدفة تصر على أن يكون هؤلاء الأخوة من المسيحيين أيضاً، وللحق فأني لم أكن أعرفهم من قبل، نعم لقد جاء العزيز أبو سلام، وهويحمل على صدره تلفزيوناً كبيراً، وجاء نبيل، وهو يحمل سريراً لولدي حسون، وأبو جمال يحمل سريراً لولدي علي، ثم عادوا ثانية وهم يحملون أثاثاً وحاجيات وفرشاً كثيرة، وكلها جديدة ( وبالباكيت)، وفي اليوم الثاني زارني الأخوة الثلاثة،أضافة الى الصديقين العزيزين خيون التميمي، وعامر حسن،وهم يحملون معهم مبلغ ألفي دولار(سلفة) لي،على أن أسددها وقت ما أشاء ( سددتها بعد أكثر من سنة )!!، وبعد يومين من وصولي ديترويت، تلقيت أيضاً دعوة من الأستاذ فؤاد منا، رئيس تحريرمجلة المنتدى،وعدد من الأحبة الكلدانيين في مشغان، لأجد على شرفي في مطبعة المجلة، مائدة تحوي كل ما لذَّ وطاب من أكل وشراب، حيث كان السمر، والشعر، واللقاء مع أحبة أجلاء، لم ألتقهم من قبل، لكني شعرت، بأني أعرفهم منذ عشرين عاماً، وهكذا يتدفق الحب المسيحي على قلبي مثل شلال عراقي عذب، فألتقي الكلداني الجميل حميد مراد، والمرحوم صباح بطرس، وأشقائه الرائعين عادل وعدنان بطرس، فأصبح بين نبضة قلب وأخرى واحداً من أفراد العائلة، ثم أتشرف بمحبة الشماس العزيز يوسف قنايا، ويزداد شرفي بهؤلاء الرائعين، حتى تعجز الأصابع عن طباعة كل الأسماء، ويمتد الحب مع هؤلاء الطيبين بعيداً بعيد، حيث يمرعلى كندا حيث الرائع ماجد عزيزة، فينتقل معي الى ولاية كالفورنيا، حيث كان هناك من الأخوة المسيحيين مايضيء القلب فرحاً وسرورا، وللحق فقد كان المثقفون الكلدانيون، سباقين في الأحتفاء بي عند وصولي وأقامتي في ساندياكو، وهكذا تتواصل علاقتي مرة أخرى بالمسيحيين، وكأنه قدر جميل مرسوم لي بعناية ألهية فائقة، فهذه العلاقة التي تبتدأ من محطة المحبة الكلدانية، لتمتد على خطوط المحبة النقية، الى الأقوام الأخرى، هي فخري، ومصدر سعادتي أيضاً، وقد لا أكون مبالغاً أذا قلت، بأن نصف أهلي الذين هم ( أخوتي، وأخواتي، وأبي، وأعمامي) يقيمون في العراق، بينما يقيم النصف الثاني معي في غربتي، وأقصد بهم أهلي الكلدان، ومن كان على طيبتهم!! واليوم لن يجدني السائل عني في كالفورنيا، الا مع البروفسور حنا قلابات، أوالدكتور شاكر حنيش،أوالكاتب صباح صادق، أوالعزيز جمال جميل، أوالصديق فاروق كوركيس، أو العزيز رياض حمامة، أو الصديقين وسام كاكو وموفق السناطي، أومع نجاح قنايا (أبي فرات) أومع المحامي جلال، أوالشاعرأبوعماد، أوالمهندس جمال جابرو، ويشرفني لو تفاخرت اليوم بالقول، بأن سيدنا المطران (سرهد ) أحتضنني وعانقني في الكنيسة قبل أيام، وهو يقول لي: - ( دعنا نكون أصدقاء، هل تقلبني صديقاً لك )؟! ولم أملك ألا أن أقول له: - ( أنه لشرف عظيم لشخص مثلي، أن يكون له صديقاً مثل شخصكم الكريم)!! هل تصدق عزيزي القاريء،لوقلت لك بأن جميع الأصدقاء الذين ذكرتهم لك،هم مسيحيون فهل هي صدفة عجيبة، أم قدرجميل، بخاصة حين يمتد خيط الحب المسيحي معي، من طفولتي الأولى، حيث المعلمة النجيبة (ست سميرة) الى مسؤولي الشهيد (أبولينا) الى أصدقائي في مشغان، من أبي سلام وأبي تميم وأبي جمال وأبي جبران، الى بيت الفقيد الغالي صباح بطرس، الى حميد مراد، والدكتور أثير كَرمو وعنان، وعادل البقال، وعشرات الأحبة المسيحيين، ثم يعبرهذا الخيط الى ساندياكوحيث قلابات وصحبه الكرام؟! فأذا كانت مصادفة كل هذه المواقف والأسماء والجماليات المسيحية، فهي لعمري مصادفات تستحق التعظيم، والأحتفال، أما أذا كان كل هذا قدر مرسوم لي ومكتوب في لوح حياتي السري، فلا أملك الا أن أقول، شكراً لك أيها القدر الجميل، ومزيداً من المحبين المسيحيين، واليوم ونحن نقف جميعاً على عتبة (الكريسمس) الذهبية، أتمنى أن أنثرروحي زهوراً على جباه كل المسيحيين الطيبين والشرفاء في العالم، وأولهم مسيحيوالعراق،الذين هم أخوتي وأحبتي،ألم تقل لي أمي قبل أكثر من أربعين عاماً، بأن المسلم العراقي أخو المسيحي العراقي؟!: فكل عام ومسيحيو العراق أهلي!!
فالح حسون الدراجي كالفورنيا | |
|
ساره الدلوعه مشرفة منتدى الدين المسيحي
عدد المشاركات : 164 العمر : 36 الموقع : في هــــذة الدنيا العمل/الترفيه : مـــشرفه الديانه المــسيحيه المزاج : حســـــــب اليوم تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: كل عام، ومسيحيو العراق أهلي! الأحد أبريل 05, 2009 2:08 pm | |
| كــــــــــــــــل وانتــــــــــــــــــــــم بخـــــــــــــــير اخــــــــــــــوتي واحبـــــــــــــائي | |
|